عرض : كربيسو ديالو…
نبذة عن مؤلف الرواية : ولد بيتر أبراهام لأب أثيوبي وأم جنوب أفريقية في إحدى ضواحي “جوهانسبرغ” ولكنه رحل عنها عام 1939 وهو في ال 20 من عمره عقب تورطه في مشكلة مع سلطات الفصل العنصري. وبعد رحلة بحرية طويلة وصل أبراهام إلى لندن وهناك استقر وبدأ رحلته في النشاط السياسي صحفيا اشتراكيا و مروج لفكر (ألبان افريكانزم)
خلال الفترة الأولة من مسيرته الأدبية في لندن نشر أبراهام مجموعته القصصية “عهد مظلم” عام 1942، وبعدها ب 3 أعوام نشر روايته الأولى “أغنية المدينة” التي عززت مكانته من حيث كونه أحد أوائل الكتاب الجنوب أفريقيين (سود البشرة) الذين تلقى أعمالهم المنشورة في الغرب نجاحا قويا.
وفي عام 1946 نشر رواية “فتى المنجم”، وبهذا العمل الأدبي صار أبراهام أول كاتب يكشف عن الطبيعة المفزعة للحياة تحت ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
ولم يمنع العمل الادبي أبراهام من المشاركة في الكفاح ضد الاستعمار في هذه الفترة فعمل مع مناضلين & سياسيين افارقة مثل جومو كينياتا، نامدي أزيكيوي، وجوليوس نيريري، وكوامي نكروما. في تنظيم مؤتمر الوحدةالأفريقي الخامس، الذي عقد بمدينة مانشستر الإنجليزية في أكتوبر من عام 1945 وكان أبراهام أحد ممثلي المؤتمر الوطني الأفريقي، كما انتخب رئيسا للجنة الدعاية والإعلام.
وفي عام 1956 استقبل أبراهام دعوة من نورمانمانلي، رئيس وزراء جامايكا وزعيم حركة الاستقلال، لتقديم النصائح والخدمات في جامايكا والكاريبي، وبعد فترة قصيرة حصل أبراهام على منزل أعلى أحد التلال المطلة على العاصمة كينجستون، وأطلق عليه اسم “كويابا”. ومن بعدها تم تعينه مستشارا أول خلال عملية التسلم والإصلاح الحكومية لراديو جامايكا خلفا لمالكه السابق مجموعة (ريديفيوجن)البريطانية.
وخلال العشر سنوات الأولي في كينجستون ذاع صيت أبراهام كصحفي و معلق إذاعي وكذلك واصل مسيرته الأدبية فحازت كتاباته التي دونها في جامايكا انتشارا عالميا، وهي تضم أعمالا مثل “إطلالة كويابا” عام 1985، ومذكراته”سجلات كويابا” 1990 وتأملات في الترجمة السوداء في القرن العشرين” عام 2000. وقد نجح نموذجه العملي بنسبة 65 % في تطوير الآلة الإعلامية في جامايكا، ولهذا لن يتمكن الموت من محو إسهاماته الاستثنائية التي قدمها للكفاح الأفريقي والكاريبي ضد الاستعمار ولا مقامه الرفيع ودوره القيادي في الإصلاح والتعليق الإعلامي في جامايكا وتقاعد منذ سنوات حتي ان وفاته المنية عام 2017.
تدور أحداث الرواية قبل أن يصبح التمييز العنصري سياسة معلنة في جنوب أفريقيا، لكن الكاتب لا يحمل نبوءة، بل يجعل من استشفاف المستقبل جزءاً من تناقضات الحاضر وهمومه المختلفة، وفي الحاضر نتعرف على معسكر (المالاي) وجو هانسبرغ، وحياة عمال المناجم، ونشم رائحة أفريقيا من خلال القهر والكدح، ففي فتى المنجم رسالة سياسية يعبر عنها المشهد الأخير، مشهد زوما وهو يقود الإضراب، ولكن قبل الإضراب و ها هو أكثر أهمية منه، هو هذا المسار، هذه الشخصيات التي تكاد تقفز من الورق والحبر وتناقش لتخبر.
نبذه عن الرواية : تعد هذه الروايه من اوائل الاعمال التى لفتت الانتباه إلى حياة السود في جنوب أفريقيا تحت سيطره سلطة الابارتيد، فهى تعرض صراع شاب من أجل البقاء على قيد الحياة في إحدى الضواحي القاسية والفقيرة لمدينة جوهانسبرغ الضخمة بعد ان هاجر الريف ليعمل فى المناجم، ثم تتوالي الاحداث ليري القارئ كيف كان يتم الاستهانة بحياة العمال السود بأي شكل او طريقة من اجل الاستيلاء علي الموارد من قبل ملاك الأراضي والتعامل معهم كبشر من الدرجة الثانية مقارنة بالعمال الهنود
اختار بيتر إبراهامز الطبقة السفلي، اختار القيم الشعبية التي لم تستطع الرأسمالية أن تفترسها وكتب عن شخصيات تراجيدية همها الأساسي هو أن تستطيع البقاء وسط عالم متوحش وجديد ومجهول، وفي البحث عن البقاء يكتشف زوما كرامة الإنسان الأسود، وهذا الاكتشاف هو وليد علاقات معقدة، علاقته باليزا وميزي من جهة، وعلاقات العمل من جهة ثانية، هذا النسيج من العلاقات يطرح أسئلة على الرواية نفسها، فهل ليا هي رمز، وهل ذهابها إلى السجن لأنها تبيع البيرة، إذا لا يسمح للسود ببيع البيرة، يحمل علاقة ما، بذهاب زوما إلى السجن؟ بين بداية الرواية ونهايتها أفق مفتوح تبدأ الرواية من نهايتها، هذا هو الجواب بيتر إبراهامز في “فتى المنجم” والنهاية هي التي تعطي للبداية معناها، ولكن ماذا إذا كانت النهاية لا وجود لها، ماذا إذا كانت النهاية مستحيلة؟ بيتر إبراهامز، لا يطرح في “زوما” هذه الأسئلة، ولكنه يشير إليها، ومعه سيكتشف القارئ أن الكتابة ليست استباقاً للمعاش وإسقاطا عليه، بل هي تعبير فيه جزءاً من إشكالية التغيير. (less)